محمد عثمان الرضى يكتب: خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة…. الدلالات والمعاني والرسائل
تزامن خطاب رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع الزحف العسكري المشهود على كل إتجاهات العاصمة القومية الخرطوم وتحقيق أكبر إنتصار عسكري منذ بداية الحرب.
هذا الإنتصار العسكري كان رسالة عملية للداخل والخارج باأن الجيش السوداني يسيطر على ذمام الأمور تماما ورد عملي وقاسي على الذين ينتقصون من قدراتة وقوته وصلابته.
تزامن هذا الزحف العسكري مع إنعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يحمل رسائل إقليمية ودولية ويلفت أنظار المجتمع الدولي أن المعركه ستحسم لصالح الجيش السوداني طال الزمن أم قصر.
تأكيدات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان باإقتراب موعد حسم المعركه لم يأتي من فراغ وكان على دراية وإلمام بمعطيات الواقع ولكن تم تأخيره لهذا التوقيت تحديدا لبعض التقديرات والإعتبارات.
تيقنت الولايات المتحدة الأمريكية باان هزيمة الجيش السوداني أمر غير وارد بعد هذا الزحف الكبير على أرض الواقع فلذلك قد أعادت تقيمها للوضع الميداني وقطعا ستغير من طريقة تعاملها مع التعاطي مع الملف السوداني.
خطاب البرهان كتب بطريقه علمية وبذكاء سياسي رفيع ووضع النقاط على الحروف وأبان وأوضح وشخص الأزمة ووضع الحلول المجرده لمن أراد ذلك.
التأكيد على تسليم السلطه إلى حكومة منتخبه أوتوافقية يختارها الشعب السوداني بمحض إرادته كانت من النقاط الهامه جدا في خطاب الجنرال البرهان وهذا بمثابة رد شافي للذين يتمشدقون باالديمقراطية (ولايمتلكون أدوات وآليات تنفيذها على أرض الواقع).
مخاطبة الجنرال البرهان للجمعية العامة للأمم المتحدة أكبر إعتراف بأنة رئيس لدولة السودان بلامنازع وهذه نقطه في غاية الأهمية ورسالة بالغه في بريد المجتمع الدولي.
إحاطة المشاركين في الجمعية من رؤساء الدول الشقيقه والصديقة بكل مايحدث من ممارسات وفظائع وجرائم ترتكب على أيادي مليشيا الدعم السريع مماكان له الأثر البالغ في تغيير المفاهيم الخاطئة والمعلومات المضلله لبعض رؤساء الدول المتعاطفين والداعمين للمليشيا.
إرادة الشعوب لاتقهر ولاتباع ولاتشتري وتزول الحكومات وتظل الشعوب صامده وقوية وفاعلة وهذا ماأشار إلية الجنرال البرهان في خطابه ممايؤكد ذلك على إنحيازه لخيار الشعب مالك السلطه والقوة.
خطاب الجنرال البرهان للجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا التوقيت والظرف الإستثنائي الذي تمر بها البلاد كان في غاية الأهمية لأنه أماط اللثام وكشف الحقائق كما هي ووضع المجتمع الدولي أمام مسئولياتة التاريخية في حماية حقوق الإنسان بحق وحقيقة وليس برفع الشعارات البراقة التي لاتجد موقعها في التنفيذ.
بخطاب الجنرال البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عدل صور مقلوبة في أذهان الكثيرين من أعداء السودان واربك حساباتهم وشتت أوراقهم المبعثره أصلاوقطعا هذا الخطاب له مابعده في رسم خارطة السودان من جديدفي عقول متخذي القرار في المطابخ الإقليمية والدولية.
حظي خطاب الجنرال البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة باإهتمام إعلامي كبير حيث تصدركل وسائل الإعلام والنشرات الرئيسيه في الاخبار والتحليل وهذه دلالة واضحة على قوتة ورصانة مفرداتة.
باالرغم من أن الزحف العسكري الظافر على كل الإتجاهات لتحرير العاصمة القومية الخرطوم من دنس الأعداء كان مثار إهتمام الشعب السوداني إلا أنه لم يقفل الإهتمام بمتابعة خطاب الجنرال الذي وقع بردا وسلاما على مسامعهم.