علي جعفر يكتب : لعناية الرأي العام بولاية كسلا في عهد الوالي الأزرق: من يملك حق تحويل أرض مخصصة مستشفي عيون لصالح شركة خاصة..؟!
تم في عهد الوالي السابق محمد موسى نزاع اداري قانوني حول قطعة ارض أمام جامعة الشرق الأهلية.. تسببت في الإطاحة بالوالي من موقعه.. الآن في عهد الوالي الازرق.. ملف اراضي أخطر بكثير من الأرض امام الشرق الأهلية.. حيث تختلف عنها في أنها أرض مخصصة مستشفى عيون.. تحمل الرقم ١٠٥ بمنطقة السوق الشعبي.. مما يعني أنّها من أصول الدولة.. والتنازل عن أصول الدولة ليس من صلاحيات وزيرة البنى التحتية ولا من صلاحيات وزير الصحة.. فكيف تم تمرير هذه الارض المهمة للضفة الغربية.. باعتبار أنها ارض ذات خدمات صحية للمنطقة.. وما هي الشركة الخاصة التي تم التنازل لها.. عن هذه الارض..؟! وكيف يسمح والي كسلا الأزرق بهذه الإجراءات..؟!
للأسف الشديد تواصلت مع وزيرة البنى التحتية السيدة بسمات الامام ومع وزير الصحة.. د. علي ادم.. وكان كل حديثهم أنْهم لن يسمحوا بتمرير هذا الإجراء.. وأنه اجراء خاطئ.. لا يمكن تمريره.. ولكن المستندات التي بحوزتنا توضح تماماً.. أنّهم وافقوا تماماً على تمرير الأمر.. وأن قطعة أرض المستشفى قد تم تحويلها لصالح شركة خاصة..
حتى الإعلام الذي تناول الأمر.. تناوله من زاوية غريبة.. فوالي كسلا الذي وقف متفرجاً.. ولم يقم بايقاف الامر كتب عنه صحفي بصفحته مادحاً له ومباركاً له ايقاف الإجراء.. وسألته كيف تكتب كلام غير حقيقي.. فقال بأنّ الأخبار جاءته بأنّ الوالي سيُوقف الامر… ونسأل الصحفي أين صحة ما كتبته عن ايقاف والي كسلا للامر..؟! وأين قرار ايقاف الأرض..؟! وكذلك تواصل معنا أحد الإعلاميين ووضحنا له كل التفاصيل تحويل تغيير تخصيص مستشفى العيون.. وذكر بأنّه تواصل مع الوالي في هذا الأمر.. ولكنه بعدها لم يوضح حقيقة ما حصل في هذا الأمر.. ونطالب الاعلاميين بتوضيح ماذا حدث في الأمر للرأي العام…
ونسأل وزير مالية كسلا بكم قَيّمت لجنة التقييم بوزارة المالية هذه الارض..؟! فحتّى ان سلمنا جدلاً.. بالتنازل عن الارض.. فكم المقابل؟؟! وماذا يسوي أمام قيمتها السوقيّة الحقيقية..؟!
خطابان متناقضان لوزير الصحة حول الارض المخصصة مستشفي عيون بالرقم ١٠٥.. الخطاب الاول بتاريخ ٢٠٢٤/٨/١.. وفيه يتنازل عن المستشفي لصالح الشركة ويطالب فيه بتكملة الاجراءات لصالح الشركة الخاصة.. والخطاب الثاني بتاريخ ٢٠٢٤/٨/٢٥ يقول فيه بلغنا أنّه تتم اجراءات بخصوص ارض مستشفى عيون.. ويطالب بالاستفسار عن الأرض وتخصصها.. سالناه عن هذين الخطابين.. ولم نجد لسؤالنا اي اجابة.. فهل هذه الخطابات مزورة..؟! فان كانت كذلك.. فلماذا لم تتم ايقاف الاجراءات..!؟!
من يتحدثون ويهددوننا.. ويريدوننا أن نصمت.. نحن لم نصمت عن الفساد في عهد الوالي خوجلي حمد الذي هددني امام قانونيين بالسجن.. وبأنّه لن تهمه السلطة ويمكن ان يضرب من يمس سمعته بسكين في بطنه.. ولم نصمت عن فساد الأراضي في عهد الوالي محمد موسى.. ولا تهمنا قبيلة الوالي ولا قبيلة الوزير.. ما يهمنا هو المصلحة العامة والحقوق التي لا تتجزأ.. فالفساد لا قبيلة له.. مؤسف جداً.. ما فعله وزير الصحة ووزيرة البنى التحتية والتخطيط العمراني ومن خلفهم والي كسلا.. ونقول لهم.. ستُسألون امام الله عزوجل عن اهدار المال العام.. واهدار اراضي الولاية.. وبأنكم فرطتم في حقوق اجيال كسلا.. التي لن تستطيعوا أن ترفعوا نظركم اليها.. بعد هذا.. لم تتركوا للاجيال حق في ارض خُصصت لها مستشفى عيون.. ستقفون يوماً ما امامها عاجزين عن تفسير مواقفكم بالتنازل لشركة خاصة عن حق عام لا تملكون أنتم صلاحية التنازل عنه..
في الوقت الذي يخوض فيه أبناء القوات المسلحة وأبطال الجيش السوداني.. معركة الكرامة.. دفاعا عن سيادة الوطن.. ويستشهدوا لاجل الحق والعدالة.. ولا حوافز ولا مرتبات طائلة لهم.. يمنح مسؤولي ولاية كسلا أرض حكومية مخصصة مستشفى عيون تفتح على الشريط الاستثماري.. وقيمتها بالتريليونات.. لصالح شركة خاصة..!! أرض لو تم بيعها للمصلحة العامة لغطت مرتبات المعلمين لشهور..
السيد والي كسلا.. والسيدة وزيرة البني التحتية والسيد وزير الصحة.. من الذي منحكم الحق القانوني في التنازل عن أرض حكومية لصالح قطاع خاص..؟! جاء في الصحيحين عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من اقتطع شبرا من الأرض ظلما، طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين..”..
✍️ علــــــي_جعفــــــر