أخبار
أخر الأخبار

حكاية من حلتنا يكتبها: آدم تبن   رمضان بدون ثلج

 

 

ورمضان شهر فضيل إشتق إسمه من الرمضاء وهى الحر الشديد، ولما كانت بلادنا السودان مشهورة بأن جغرافيتها تقع فى مناطق ذات حر شديد حيث تتعامد عليها الشمس فى شهور الصيف ، وعندها تكون درجات الحرارة فى أعلى مستوياتها بوصولها الى أكثر من ٥٠ درجة مئوية وهى درجة لا تتحملها الأجساد فى الأيام التى يأكل فيها الناس ويشربون فكيف إن جاءت الحر الشديدة فى أيام رمضان ، بالتأكيد سيتأثر الصائمين بسخونتها ويلجأون الى ما جابت به بيئتهم من مواد ليتعايشوا معها وإتقاءها حتى وإن بدت غير مجدية لكنهم بالطبع لايتخلون عنها ، فقد كان رمضان الذى يحل فى فصل الصيف شاقا ومتعبا فى صيامه لايستطيع تحمله إلا الأقوياء الذين وهبهم الله سبحانه وتعالى قوة الصبر والتحمل ،فهما كانت بنيتك الجسامنية سليمة إلا أن الصيام قادر على إضعافها ويظهر ذلك على وجوه الصائمين ، ففى الصيام صحة للبدن من الأمراض التى تسبب بعض المشكلات الصحية للصائمين ويأتى عليها الصيام فيعمل على علاجها وهذه من نعم الله على عباده أهل الإسلام ، وكذلك من نعم الله على العباد أن شهر رمضان يمر على كل فصول السنة فسنوات يأتى فى الخريف ويعقبه الصيف ثم يأتى فى الشتاء والأجواء باردة تصل فيها درجات الحرارة فى بعض المناطق الى ١٠ درجات مئوية . 

 

ويمر علينا رمضان هذا العام فى نهاية فصل الشتاء حيث الأجواء الباردة التى تجعل من صيام رمضان سهلا وميسورا للجميع حتى الأطفال تجدهم يتنافسون فى صيام عدد من أيامه ، ومعروف عندنا أن أهل السودان يخرجون بموائدهم خارج المنازل بما يعرف ب(الضراء) وهو مكان يخصص للإفطار يجتمعون فى الطرقات الداخلية والخارجية وفى العادة يصطحبون أطفالهم معهم ، بل فى أماكن كثيرة تجد الأطفال يتولون نظافة الضراء وتجهيز المكان بفرشه وتحضير ماء الشرب والوضوء ، والقيام بحمل الشائ والقهوة لإبائهم وغسل أيدى الصائمين بعد تناول الإفطار ، فدورهم لايستهان به فى رمضان تجدهم شعلة من النشاط يتمنون إلا ينتهى هذا الشهر الفضيل وكما قلنا فهم يتنافسون فى صيام بعضا من أيامه فتجد من يقول أنا صمت يومين وآخر يرد له قائلا أنا صمت أكثر منك بل يزيد قائلا إنت رمضان غلبت ويستمر سجالهم الى لحظة إنفضاض الجميع من الضراء وهم يترقبون يوما آخر يأملون أن تكون أجواءه باردة ليصموا فيه أملا فى زيادة حصيلتهم من الصيام ورغما عن صعوبة الصيام للأطفال إلا أنه يبث فيه ثقة كبيرة فى نفوسهم بأنهم أصبحوا مثل آبائهم وأمهاتهم يقتدون بهم فى الصيام .

 

وحكاية من حلتنا تقف على أجمل اللحظات وأصدقها شعورا لنقلها لقارئها اللماح الذى ظل يبث فى كاتبها روح الحماس والمواصلة لطرح ماهو مفيد ، ورمضان هذا العام بدأت أيامه فى نهاية الشتاء وجاءت أجواءه غيمة وبارده ورياحها الشمالية الباردة لم تتوقف إلا قليلا لتعود أكثر برودة ، مما حدا بالصائمين بأن يعتمدوا فى إفطارهم على (ماء الأزيار) لبرودتها التى جعلتهم يستغنون عن (الثلج) لتبريد مشروباتهم البلدية مثل التبلدى والعرديب والكركدى والآبرى بنوعيه الأحمر والأبيض ، ثم تلحقها العصائر الجاهزة والليمون والمنقة والجوافة ، وكل هذه المشروبات المتعددة لا يضاف إليها الثلج كثيرا أو قليلا ، لذا فأيام صيامه جاءت هدية ربانية للصائمين الذين هم أكثر سعادة بهذه الأجواء الرمضانية الباردة والتى تبشر بأن القادم من رمضان سيكون بذات البرودة التى يشتهر بها فصل الشتاء ، حيث غابت مظاهر كانت تسيطر على شهر رمضان عندما يحل فى فصل الصيف وأولها تجد أن الجميع يبحث عن الماء المثلج ليضع كوبا مثلجا أمامه فى إنتظار أن يأذن الآذان ليبدأ فى تناول إفطاره متمنيا أن يتقبل الله صيامه ، وبذا يمر شهر رمضان فى الشتاء كأول (.رمضان بدون ثلج).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى