د. معاوية عبيد يكتب: نجمة انجاز تحت زخات الرصاص للزكاة وهي تجيز موازنة العام ( ٢٠٢٤م )
آرتي ميديا: د معاوية عبيد
ظلت الزكاة مؤسسة راسخة تتكبد المشاق والعنت من اجل راحة الفقراء و المحتاجين وكلما تهب رياح الصيف أو زمهرير الشتاء أو تتلبد الغيوم تجد ديوان الزكاة و العاملين فيها يعدون العدة لاجازة أصعب الامتحانات واجازات الميزانية التي تدخل الفرحة في نفوس المحتاجين ولأنها شعيرة وركن من أركان الإسلام لاتجد العاملين عليها ينفضون من عمل الا وتحركوا لعمل آخر ماخذين بشعار ( فإذا فرغت فانصب ) ، فنجدهم يتوزعون الأدوار ويتقاسمون المشوار ، فمنهم من يمتطي دابته بين الفيافي و الغفار ومنهم من يتوسد الليل بالنهار ، يزكون اموال الاغنياء الزراع و الصناع و اصحاب المواشي و التجار ، ومنهم من ظل حبيس المكاتب ينظر حالة الفقراء و الأرملة و المحتاجين و الغارمين أصحاب الديون و الاعسار ، مرت ثلاث أو أربع أعوام لم يذق فيها العاملين عليها طعم النوم لا ليل و لا نهار ، جاءت كورونا و تلتها السيول واعقبتها الحرب التي سببت الدمار ، لكن رغم ذلك ظل عود الزكاة صلبا ضد الانكسار ، انتقلت أمانة الزكاة الي ود مدني وإجازت اللجنة العليا للزكاة ما وردها من موازنات للولايات و حسب قانون و لوائح الزكاة لابد من اجازاتها من المجلس الأعلي لامناء الزكاة و الذي يمثل اعلي سلطة في الديوان ، تأهب الأمين العام لديوان الزكاة و اركان سلمه من الإدارات العامة التخطيطية لحمل هذه الموازنة و اجازتها من قبل المجلس الأعلي لامناء الزكاة الذي سينعقد بولاية البحر الأحمر و كانت تدفعهم الغيرة علي تعظيم الشعيرة ووضع خارطة طريق لدعم المحتاجين الذين زاد عددهم وقلة المؤنة بسبب هذا الحرب ، ما هي إلا سويعات ووقعت زخات الرصاص علي رؤوس اهل الزكاة بحاضرة الجزيرة ود مدني ، أصاب الهلع المواطنين و كل فر بجلده ، و لكن الأمين العام فر الي بور تسودان وهو يحمل هموم الفقراء من الرعية ولم يأبه لزخات الرصاص وواصل مسيره متكبدا المشاق من مدني الي سنار الي القضارف ثم كسلا ثم البحر الأحمر، قاطعا هذا المشوار وقاطع العهد مع النفس ومع اخوة ورفقة كفاح من اجل اجازة موازنة دعم الفقراء و المحتاجين ، بحمد الله تمت اجازة ميزانية العام ٢٠٢٤م من قبل المجلس الأعلي لامناء الزكاة بمبلغ ( ٢١٢ ) مليار جنيه وهي تحمل في طياتها بشريات كبيرة لشريحة الفقراء والمساكين وغيرهم من الفئات الضعيفة وقد اشفق المجلس الاعلي لامناء الزكاة علي العاملين عليها وهم يتكبدون المشاق لراحة الفقراء ، لكن الأمين العام طمأنهم و اعلمهم أن هنالك جنود مجهولين الآن يجوبون الفيافي وتقديم الدعم و المساعدة للمحتاجين فها هو أمين الزكاة ولاية نهر النيل يتفقد محليات الولاية يقدم الدعم و الزي المدرسي للوافدين و تقديم الدعم لارتكازات القوات المسلحة ، و إيمانا من الزكاة بدور القوات المسلحة فقد تمت اجازت نسية (٥٠% ) من بند في سبيل الله لدعم القوات المسلحة ، ورغم زخات الرصاص يظل جنود الزكاة يطوفون بحثا عن الفقراء و المحتاجين حيث طاف أمين الزكاة ولاية القضارف علي نقاط الجباية بالولاية مثمنا وقفت دافعي الزكاة في هكذا لحظات و في ذات الاثناء وقف علي احوال المحتاجين في مناطق الفشقة ، كان الساتر هو الله من زخات الرصاص عندما دشن والي الخرطوم دعم ديوان الزكاة لعدد ( ٤ ) الف أسرة بكل وحدات كررى الادارية وتقديم دعم عبارة عن ذرة ودخن مؤكد زيادة الدعم لتغطية كل المستحقين ، رغم أن هنالك ولايات آمنة لكن اهل الزكاة لم يغمد لهم جفن وهم يتحسسون المحتاجين حيث التقي أمين الزكاة بالولاية الشمالية و امين الزكاة. بولاية البحر الأحمر بولاة الولايات وقدموا لهم تقريرا عن وقفة الديوان مع الوافدين و بحثوا معهم سبل تقديم الدعم للوافدين و المحتاجين من فقراء الولاية وانزال مخرجات اجتماع المجلس الأعلي لامناء الزكاة الي أرض الواقع ،و رغم الظروف الحرجة والاستثنائية التي خلفتها الحرب في دور الإيواء للعجزة والمسنين و الأطفال فاقدي السند الا أن ديوان الزكاة شمال كردفان كان حاضرا تحت زخات الرصاص ورغم شح الامكانات قدم الدعم و السند للمسنين لدورهم المتعاظم في الحياة ، وكان جنود الزكاة المجهولون من ابناء النيل الأزرق بقيادة امينها الهمام يجبون الفيافي يتفقدون نقاط الجباية ويقدمون الدعم للوافدين ويضعون البلسم لكل جريح ، هذا الأداء والإخلاص المبذول من قبل العاملين عليها وهم يبذلون الغالي و النفيس و يتحملون العبء الأكبر في الأزمات ومواجهة الواقع المتأزم إقتصاديا وإجتماعيا من اجل تعظيم الايرادات من خلال العلاقة التنسيقيه الجيده بين المؤسسات الإيرادية ذات الصلة والسعي والتخطيط لتفعيل موجهات المجلس الاعلي لامناء الزكاة يحق لنا ان نضع نجمة انجاز علي صدور هؤلاء العظماء ، ونضع نجمة انجاز أخري لهم وهم يعملون تحت زخات الرصاص و الساتر الله ويقدمون الدعم للوافدين والعالقين ومراكز الإيواء والصحة ودعم مصابي القوات المسلحة والتعليم ولاصحاب الامراض المزمنه الكلي والسرطان و أيضا نضع نجمة انجاز علي صدور لجان الزكاة القاعدية و دافعي الزكاة وكل المؤسسات ذات الصلة التي ساهمت في تعظيم شعيرة الزكاة تحت زخات الرصاص و ان يجعل ذلك في ميزان حسنات الجميع .