تحقيقات وتقارير

غابت المعارك وجاءت السيول.. تفاصيل كارثة تضرب شمال السودان

تقرير …

مع ارتفاع حصيلة الضحايا وحجم الدمار، أعلنت الحكومة المحلية في ولاية نهر النيل بشمال السودان، أن موجة الأمطار والسيول التي ضربت بعض مناطق الولاية، أكبر من قدراتها المحلية، مما اعتبره ناشطون “دليلا على حجم الكارثة”.

وأعلنت وزارة البنى التحتية بولاية نهر النيل، في بيان الأربعاء، أن السيول التي ضربت محلية أبو حمد، أدت إلى مصرع 12 شخصا، وإصابة 170 آخرين، وانهيار أكثر من 11 ألف منزل، وفق ما أفاد مراسل الحرة.

وتقع ولاية نهر النيل خارج نطاق الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023. لكن الأسبوع الماضي، استهدفت طائرات مسيرة مقر الحكومة في مدينة الدامر عاصمة الولاية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، لكن حكومة الولاية اتهمت قوات الدعم السريع بإطلاق الطائرات المسيرة، مؤكدة عدم حدوث خسائر.

وعادة ما تهطل أمطار غزيرة في السودان بين مايو وأكتوبر وهي فترة تشهد خلالها البلاد فيضانات خطرة تلحق أضرارا بالمساكن والبنية التحتية والمحاصيل.

وتحتضن محلية أبو حمد التي اجتاحتها السيول والأمطار أكبر مناجم التعدين عن الذهب في السودان، خاصة التنقيب الأهلي الذي تنشط فيه مجموعات من الشباب باستخدام أدوات تنقيب بدائية وتقليدية.

وبحسب عدد من سكان ولاية نهر النيل، فإن السيول جرفت مخلفات التعدين من المناطق الصحراوية والجبلية إلى المناطق الحضرية التي يقطنها السكان، مما يهدد حياتهم بالخطر الصحي.

وحذرت شبكة أطباء السودان من كارثة بيئية وإنسانية من جراء السيول والأمطار التي ضربت بعض مناطق التعدين بولاية نهر النيل.

وأشارت الشبكة، في بيان على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء، إلى أن السيول جرفت مخلفات التعدين الأهلي عن الذهب، بما في ذلك بعض المواد الكيميائية القاتلة مثل الزئبق والسيانيد، التي تسخدم في عمليات التنقيب.

وأكدت الشبكة أن تلك المواد الكيميائية تترتب عليها تأثيرات ضارة على الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، محذرة من أن السيول ستؤدي إلى ارتفاع لدغات العقارب، خاصة أن المنطقة تعيش فيها كميات ضخمة من العقارب السامة.

ودعت شبكة أطباء السودان الجهات المختصة، والمنظمات التطوعية والخيرية، والكوادر الصحية، إلى الاضطلاع بمهامهم، وتقديم المساعدة اللازمة، للحد من تفاقم الوضع، وتقديم الدعم للسكان المتضررين.

ولفت المدير التنفيذي لمحلية أبو حمد، عبد الرؤوف حسن، في تصريح صحفي الأربعاء، إلى أن الأمطار التي أضرت بمحلية أبو حمد، فوق المعدل، داعيا سكان الجزر لأخذ الحيطة والحذر.

ويشير الناشط المجتمعي في ولاية نهر النيل، مازن عثمان، إلى أن السيول خلفت حالة إنسانية بالغة السوء، وجعلت آلاف السكان في العراء، بعد انهيار منازلهم.

وقال عثمان لموقع الحرة، إن المشكلة الأكبر تتمثل في أن المختصين في مجال الأرصاد الجوية، توقعوا مزيدا من الأمطار، مما يجعل حياة السكان أمام خطر جديد.

ودعا الناشط المجتمعي، المنظمات المحلية والإقليمية للعمل على إغاثة المتضررين من السيول في ولاية نهر النيل، لأن “الكارثة أكبر من إمكانيات الولاية المتواضعة والمحدودة”.

وأضاف: “تسببت السيول والأمطار في توقف الحياة بشكل كبير في محلية أبو حمد، بما في ذلك عاصمة المحلية نفسها، مما يتطلب مزيدا من التدخل الإغاثي”.

ولفت عثمان إلى أن السكان بحاجة إلى إعانات غذائية عاجلة، وتحركات لسحب المياه، لتفادي أي آثار بيئية تهدد صحة وحياة المواطنين.

وبحسب المكتب الإعلامي لشرطة ولاية نهر النيل، فقد جرفت السيول والأمطار بالولاية طبقة الأسفلت في أجزاء من الطرق الرئيسية، مما أعاق حركة المرور.

وقال المكتب على صفحته بموقع فيسبوك إن السيول أدت لقطع طريق التحدي عند منطقة قباتي بجنوب مدينة الدامر، وطريق عطبرة – مروي عند الكيلو 131، وطريق عطبرة – أبو حمد بشمال اللزوم.

وقال المركز الاتحادي لعمليات الطوارئ في السودان، إن الأمطار الغزيرة والفيضانات أودت بـ32 شخصا منذ السابع من يوليو في 7 من ولايات البلاد الـ18.

ومع تصاعد معدلات الأمطار، حذرت المنظمات العاملة في المجال الإنساني من أن الأمطار الغزيرة والفيضانات ستؤدي إلى عزل مناطق بأكملها.

وتحصد السيول ومعها الأمطار والفيضانات في كل عام العديد من الأرواح، بشكل مباشر أو غير مباشر، بسبب الأمراض الناجمة عن الرطوبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى