Uncategorized
أخر الأخبار

لفراقك لمحزونون د.غلام الدين* 

*حكاية من حلتنا*

*يكتبها: آدم تبن*

 

*لفراقك لمحزونون د.غلام الدين*

 

نعاه الناعى بدموع باكية وقلوب حزينة فالموت لامحالة ملاقينا لافرار منه كما قال تعالى : (قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) الجمعة آيه(٨) وسبحان من قدر لكل نفس مكان موتها فقد أحب فقيدنا د.غلام الدين عثمان آدم أن بلادنا السمراء لم يغادرها فى قوة شبابه وزيادة عطائه وهاهو يوراى جثمانه الثرى فى قاهرة المعز بعيدا عن أهله وأحبابه لكن ليس بعيدا عن قلوبهم فقد نعوه كما لم ينعوا أحدا من قبل وذكروا حسن سيرته مترحمين على روحه سائلين الله سبحانه وتعالى أن يقبله عنده بأحسن قبول ويسكنه الفردوس الأعلى ، فقد عاش بين الناس وليس همه سوى خدمتهم وقضاء حوائجكم كأنه خادما وليس مسئولا يخدمه الناس ، يتفقد أحوال الغريب قبل القريب والصغير قبل الكبير لم تغب الإبتسامة على وجهه حتى فى أحلك الظروف والأزمات التى لاتنفك أن تفارق من يتقلد منصبا رفيعا فى حكومة بلادنا السودان ، خاصة إن كان واليا على المال العام أو واليا على ولاية تحتاج الى تنمية وعمل متواصل فى جميع مستويات الإدارة والحكم ، فكان يتحسس الفقراء والعمال والمتعففين يقضى حاجاتهم

بعيدا عن أعين الناس سترا لهم من ذل الحاجة والسؤال ، بل كان يتألم عندما لا يقضى حاجة محتاج ، فعنده الكل سواسيه لايعامل الناس بالوظيفة أو المنطقة أو الحالة الإجتماعية ، فكم كان فقده عظيما ومن يستطيع أن يملأ الفراغ الذى خلفه بعد رحيله .

 

فقد عرفته عن قرب لسنوات طويلة لم تغيره السياسية ولا المناصب الرفيعة التى تقلدها فتجد دائم التواصل مع معارفه وأهله فى أفراحهم وأتراحهم باذلا وقته وماله وصحته للآخرين يقود وفدا رفيعا لزيارة مريض مستشفيا أو مشاركا فى مناسبات رسمية أو عزاء أو فرح يقدم نصحا وإرشادا للحضور لا تفارقه الإبتسامة ، كأنه يقول للناس إبتسموا فى وجوه بعضكم فإنكم ستفارقون بعضكم بعضا ، وقلمه الأحمر والإخضر والأزرق لا يتوانى فى كتابة كلمة تصدق أو للإجراء أو موافق رغبة فى تقديم الخير والعمل النافع للمجتمع ، وأذكر أنه قال: *أن كلمة تصدق صعبة لكن عندما نكتبها يأتينا بعدها مسئول الموارد مبشرا بدخول إيرادات الى الخزينة* وهكذا كان قلمه لا يتأخر فى التصديقات حتى فى لحظات الأزمات المالية ، وكانت له إسهامات كثيرة ومتعددة فى الصناديق الخيرية للعاملين والزواج الجماعى والتكافل الإجتماعى وكان سباقا الى معالجة القضايا فى مجال العمل يعقد لها الإجتماعات ليجد لها حلولا ترضى الأطراف جميعها ولانذكيه على الله فإنه رجل المهام الصعبة والعزيمة القوية واليد الأمينة.

 

وكان الراحل د.غلام الدين رجلا سمحا فى معاملاته مع الجميع لايتخطى الناس وإن صغرت مناصبهم أو مكانتهم الإجتماعية فهو دائم السؤال عن الأحوال يسأل عن الأسرة وعن الزواج وعن البيت وعن العمل وعن الترقيات وحتى مريض أسرتك يتذكره ويسأل عن صحته وعافيته فهو إجتماعى له أثر فى تغير معاملات بعض الناس حتى الموظف الصغير يسأله ماهو الأفضل لتسيير العمل وهل هو راض عن عمله أم لا؟ وعندما عين واليا على شمال كردفان بادر بتحريك طاقم حكومته الى المحليات وسماها *وثبة الريف* وكانت مبادرة إحتفى بها أهل الريف الكردفانى كثيرا لأن عدد من سبقوه من الولاه لم يصلوا لأهل الريف ، فقدراته التى وهبها الله له سخرها لنفع الناس ونعلم أن هناك من يرى بعين السخط التى تبدى المساويا ، وهنا نحن نبدى بعين الرضا لأعمال قدمها الراحل د.غلام الدين لعلها تشفع له عن الله تعالى وهو ولى ذلك والقادر عليه ، وعزاؤنا يمتد ليصل الى أهله وأسرته بدار مالى وولاية نهر النيل ومعارفه وأصدقاؤه فى داخل السودان وخارجه ألا رحم الله الفقيد غلام الدين عثمان وأسكنه فسيح الجنات وإنا لفراقك لمحزونون د.غلام الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى