كتاب واراء

أوتاد وأبعاد ..صلاح صالح خليل : الحرب الإيرانية الإسرائيلية

أوتاد وأبعاد :صلاح صالح خليل

بلا شك هذه حرب صراع إعادة تشكيل النظام العالمي حيث تسعى روسيا والصين لاستنزاف الغرب ، تُستخدمها أطرافها كأداة لرسم “خارطة الشرق الأوسط الجديد” التي تُعزز الهيمنة الإسرائيلية بمساندة أمريكية ، وتفكيك الكيانات الكبرى مثل العراق والسودان .  

 تهدف بها إسرائيل إلى شل البرنامج النووي الإيراني وإسقاط النظام ، طبيعتها استنزاف متبادل مع تفوق إسرائيلي بمساعدة الناتو وأمريكا ، إسرائيل تركز على المنشآت النووية والقادة العسكريين بينما تستهدف إيران البنية التحتية الاستخباراتية .  

أكبر المخاطر التصعيدية لهذه الحرب هي التلويح بالسلاح النووي حيث تعمل القوى الغربية في الدعم المطلق لإسرائيل مقابل مساندة روسية وصينية غير مباشرة لإيران عبر التسليح والمعلومات ، وحتما ستؤثر على النفط وإقتصادات العرب ، لكنها تهدد بكساد عالمي خاصة مع إغلاق مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس ما جعل ترامب متناقضا لأنه بين ناري ضغوط الجمهوريين التي تدفعه للتدخل المباشر وقاعدته الشعبية التي ترفض التورط في حروب الشرق الأوسط .  

كل هذا مع تأكيد فشل مبادرات وقف إطلاق النار (مثل المقترح الفرنسي) بسبب تصريحات ترامب الاستفزازية كتهديده خامنئي بأنه “هدف سهل” ، مع مجابهة الرفض الإيراني للتفاوض .

هذه التناقضات تجعلنا أمام ثلاث سيناريوهات أولاها سيناريو تدخل دولي (الأمم المتحدة ومجموعة السبع) لفرض هدنة ، لكنه غير مرجح بسبب دعم أمريكا الكامل لإسرائيل ، ثانيها سيناريو التصعيد الإقليمي وإمتداد الحرب لدول أخرى وهو (السيناريو الأرجح) ، وثالثها سيناريو الحل السلمي (السيناريو الأمثل) ونقل تخصيب اليورانيوم الإيراني لروسيا أو الصين، والضغط على إسرائيل لوقف الهجمات مقابل ضمانات أمنية .  

عليه يمكننا أن نقول الحرب الإيرانية-الإسرائيلية ليست صراعاً معزولاً ، بل تعبير عن (انهيار الهيمنة الأمريكية) المتمثل في عجز ترامب عن فرض حلول في أوكرانيا وغزة وإيران ما يُظهر تآكل الشرعية الدولية لواشنطن ، والمعاناة الإنسانية كضحية رئيسية وأن المدنيين هم من يدفعون ثمن الصراعات .  

ولا يلوح في الأفق كحل أمثل سوى المبادرة الفرنسية رغم صعوبتها .  

“فهذه الحرب لن تسقط نظام طهران ولن تقضي على إسرائيل، لكنها قد تُغيّر وجه الشرق الأوسط إلى الأبد” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى