Uncategorized
أخر الأخبار

حكاية من حلتنا* *يكتبها: آدم تبن* *بلادى : دا حقك علينا*

.*حكاية من حلتنا*
*يكتبها: آدم تبن*

*بلادى : دا حقك علينا*
وحكاية من حلتنا تطوف بقارئها على جميل عادات وتراث مجتمعنا فى بلادنا بريفها وحضرها الذى يشهد له القاصى والدانى بكريم الخصال وسمح السجايا، بالكرم عندهم شمة أصيلة لايتأخرون عن القيام به عندما تحين الحاجة إليه ، والنفير والتعاون والتكافل والتعاضد بين الناس تجده حاضرا فى أفراحهم وأحزانهم ، لافرق عندهم بين غنى أو فقير وغريب أوقريب فحاجتهم للعون والمساعدة واحدة ، وتسمع من يحث الناس بأن فلان يحتاج منا الى المساعدة بكره عايزين نبنى ليهو بيتو وكلكلم عارفين إنه تعرض لحريق ، أو أن فلان مريض عايز نمشى عليهو زيارة ، ودائما تجد الناس يقبلون ذلك التذكير ويقوموا بأداء الواجب كأحسن مايكون ، وعندها يفرح من قام الناس بمساعدته وعونه لا يتوقف لسانه بالثناء والشكر والتقدير والدعاء لمن قاموا بالواجب تجاهه، ويقابله الناس بالإبتسامه وكلمات مثل (دا واجبنا) (دا حقك علينا) وهى كلمات تمثل قمة الترابط المجتمعى بين أفراده ، ويحقق مايصبو إليه فتنشأ أجيال تحمل الراية خلفا لآبائهم وقيل فى زمان سابق (وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه) فالآباء مطالبون بغرس جميل الخصال والصفات فى أبنائهم.

وفى ريفنا السودانى عند مرور فترة قصيرة من هطول الأمطار وإحتياج الزراعة للنظافة من الحشائش والنباتات الطفيلية ، فالمزارعين يزعرون محاصيلهم بأيديهم أوبالوابورات وكلها عمليات تحتاج الى جهد مضنى فى نظافتها ، وخلال هذه الفترة تمر بالبعض ظروف خارجة عن الإرادة مثل السفر أو المرض أو غيرها من الظروف الإجتماعية الطارئة ، فتتوقف أعمال النظافة وتنمو المحاصيل الزراعية وتزداد معها الحشائش ، فعندها تنطلق النفائر المجتمعية لعون ومساعدة الأفراد الذين ألمت بهم تلك الظروف ، فيخرج الناس طوعا ليلحقوا بنفير النظافة لمزرعة أو بلاد فلان ويعملوا بجد وإجتهاد حتى يكملوا نظافتها ، وورغما عن طوعية العمل إلا أن صاحب المزرعة يحمل إليهم ماء الشرب والشاى والزلابية ويشكرهم على مرؤتهم وتسمع منه (الله لاقطع المرؤة) يتنمنى أن لا تنقطع المرؤة منهم ، وما أجمل أن يمنحك الله خصلة مساعدة الآخرين وإدخال السرور على قلوبهم ، فكم من الناس عندما يجد من يساعده دون أذى ترى الدمع يسيل من عينيه فرحا وتقديرا منه لمن وقف معه فى حاجته.

وبلادى لا تتوقف مبادراتها الإجتماعية من مختلف قطاعاتها فالطلاب والتلاميذ تجد لديهم مبادرات هادفة وبنائة ومثمرة تؤكد على أنهم ولدوا من رحم هذا الشعب ، فتجدهم مشاركين فى نظافة أحيائهم وجامعاتهم ومدارسهم والطرق الرئيسة والفرعية ، وكذا رجال الأعمال يقدمون مشروعات طوعية يشاركوا فى بناء وإعمار مادمرته حرب الخامس عشر من أبريل ، والمرأة كذلك لها دور كبير فى تقديم مبادرات أثناء الحرب وبعدها فكانت سباقة للخير لم تقبع فى بيتها بل شاركت حتى فى الدفاع عن بلدها ومدينتها وقريتها، ونموذج نساء مدينة الفاشر خير دليل على وقفة المرأة وقدرتها على الصمود حتى فى وقت الحرب ناهيك وقت السلام و(لنساء بلادى سلام) ، وسيظل *(النفير السودانى)* بإذن الله تعالى صامدا فى أوقات الشدة والرخاء *(حربا وسلاما)* فكما يقول مثلنا السودانى (ماحك جلدك مثل ظفرك) وبلادنا تحتاج الى أبنائها بسواعدهم الفتية التى تحمل المعاول للبناء والأعمار والتنمية والأمن والسلام ونقول عندها لبلادنا *(دا حقك علينا )*.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى