
.*حكاية من حلتنا*
*يكتبها: آدم تبن*
*أطلقوا أيديكم للخير*
عشرات الحكايات المفرحة التى تمر علينا لأناس من بلدنا أو من خارجها أطلقوا أيديهم للخير وتنافسوا على الأعمال الصالحات فكانت لهم سببا فى النجاح والتوفيق فى حياتهم وحياة أبنائهم ، فالمتصدق يجد ثمار صدقتة فى نفسه وولده وماله ومعيشته ، فمن تعود على حب الخير حببه الله للخير وحبب الخير فيه ، ولايزال الناس يقصدونه لقضاء حوائجهم حتى فى أشد أوقات حاجته فهو يضعهم فى أولى إهتماماته، فلاينشغل عنهم بأعماله وأحلامه فهم حلمه الذى يسعى لتحقيقه ، يبذل وقته وفكره حتى يرى الإبتسامة تعلوا وجوههم ولسانهم يلهج له بالشكر والثناء والدعاء والتوفيق ، فيالها من سعادة يتمناه المرء فى حياته أن يجد من يدعو له ويتذكر أن له معروفا عليه يستحق عدم نسيانه ، وكثيرا من الناس فى مجتمعاتنا يحبون أن يخدموا أهلهم بنفس راضية دون أن يشعروهم بأنهم ثقلاء ولايودون رؤيتهم البته ، فهم من طينة مختلفة لاهم لها سوى أن تلتقط المبادرات والأفكار وتعمل على إنجاحها بكل السبل ، ولا يتوقفوا عند النجاح بل ينطلقوا الى مراحل التميز المستدام، فأصبحت حكاياتهم تلهم الناس ليصيروا مثلهم حتى وإن كانت ظروفهم غير مناسبة، فمن سعى للنجاح سيصل وإن تأخر سيره ، فإن مشوار الميل يبدأ بخطوة .
من حكايات الناجحين التى قطف ثمارها بعضا من بنى جلدتنا فى بلدنا السودان وفى كردفان ، فقد كان مشروع الراجحي فى مجال الثروة الحيوانية خير شاهد على ذلك ، فهؤلاء الرعاة من أصحاب الضأن لم يكن أمامهم سبيلا للنجاح حيث كانت التقليدية تسيطر على تربية مواشيهم بمعناه المعروف سرحة فى السهل والبوادى وسقاية فى الحفائر والآبار ووقاية من بعض الأمراض ، فجاء الراجحى بفكرة جديدة مطورا لأعمالهم الرعوية ، فكانت إضافة متميزة زادت من القطيع الحيوانى وساهمت فى زيادة صادرات البلاد من الثروة الحيوانية ، وزادت من دخل أصحاب السعية وجعلتهم من الأغنياء الذين يخرجون زكاة سعيتهم، ويقول محدثى أنه لم يذق طعما لثروته الحيوانية إلا بعد أن دخل فى مشروع الراجحى، ورغما عن هذا النجاح الواضح إلا أن المشروع فقد قوته ومكانته فى المجتمع لأسباب لانعرفها ، إلا أن آثاره لاتزال موجودة عند بعض الرعاة الذين بالطبع تغيرت أفكارهم وعملوا على تطوير قطعانهم التى أصبحت مصدرا لرزقهم ومعيشة أسرهم، فتحايا للراجحى وريادته التى أعطت نموذجا ساهم فى تطوير الثروة الحيوانية وبعض الرعاة وجعلهم مساهمين فاعلين فى إقتصاد البلاد .
وحكاية من حلتنا تقول لأصحاب العقول والأموال أن مجتمعاتنا تحتاج منكم بأن تطلقوا أيديكم لأموالكم وتفيدوهم بأفكاركم الثاقبة لتغير واقع الحال الذى لايزال يحتاج الى من يتقدم إليه بأعمال الخير التى تفيد وتساهم فى إخراج الناس من دائرة الفقر التى تحيط بهم كإحاطة السوار بالمعصم، وهنا نطلق النداء للبنوك السودانية بأن تعمل على تمويل مشروعات إنتاجية صغيرة وكبيرة في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة، فهنا الناس يحتاجون الى قليلا من الأموال لتساعدهم فى الخروج من دائرة التقليدية التى يعيشون تحت وطأتها لسنوات طويلة ، وإن كان لنا نداء فنوجهه لبنكى الزراعى والثروة الحيوانية بالعمل سويا من أجل هؤلاء لتحسين مستوى حياتهم ومعيشتهم التى ظلت تتدنى بشكل ملحوظ، فمن أراد ذلك فعليه بالتوجه الى مناطق الإنتاج ويرى الفقر يمشى على قدميه بينهم، رغم ذلك تجدهم فرحين مبسوطين بما رزقهم الله من خير يرونه كثيرا ، فكل من المزارعين والرعاة يحتاجون الى من يقف بجانبهم ويساهم معهم بطريقة حديثة تخرجهم الى بر الأمان، فهل نجد منكم الإستجابة؟.




