من السبت الي السبت ..كمال حامد يكتب : اهلا و مهلا ايها الموت( ٥٣)
من السبت الي السبت : كمال حامد
** لا حول و لا قوة إلا بالله، تصحو في الاغتراب على خبر فظيع، تعودنا على ذلك، و لكن فقد الامس أكبر، فقد من تعرفه منذ الطفولة، فقد من كان يتولاك بالنصح و الرعاية، نعم كنا و (عيد النور) اندادا حيث ولدنا في ذلك الجزء المميز من جنوب غرب المربعات، شارع كسلا العريق بعطبرة، الذي بحاول ان يفصل بين المربعات و امبكول و لكن هيهات،
** ولدنا و نشانا و تعلمنا في خلوة النجاح خلوة شيخ عبد الحميد السيد، الذي يقود دراجته و نحن خلفه هرولة للمدرسة الجنوبية او مدرسة امبكول،بعد اكتمال المنهج و التتطلع للمدرسة الأولية.
** الحي العطبراوي العامر بالقادة و الفنانين و الرياضيين و الأساتذة و التجار،و المعلمين و الظرفاء و سائقي القطارات لان منهم من وثقه التاريخ جارنا (سواق القطر عبد الحميد ابراهيم ) ممثل عطبرة مع صديق القولد و منقو يامبيو و غيرهم،في النشيد الخالد في الكتاب المدرسي (سبل كسب العيش في السودان). و من يذكرني بالأبيات؟
** كان (عيد النور) نديدنا لكنه كان اتقانا و اكثرنا هدوءا
واحرفنا في الكورة التي برز فيها شقيقه الأكبر الكابتن المرحوم على النور لاعب النيل الذي اختاره الله و هو يجري عملية جراحية بسيطة ليعود للملاعب، ربنا يرحمه و يعوض شبابه الجنة،
** (عيد النور) كان هادئا و قليل الكلام في المدرسة أو في الملاعب او في الحياة العامة، رحل امس في هدوء في مصر التي كان يتردد عليها كثيرا للعلاج،
** كنا في احد اجتماعات العطبراويين بالسبت بنادي السكة حديد بالخرطوم و جاء من يبلغنا بأن رفيقنا (عيد النور) عاد من مصر بروح معنوية عالية بعد أن طمنوه، و ختمنا الاجتماع و تحركنا نحو (عيد النور) في حي السلمة جنوب العاصمة في موكب منهم الأخوة الكابتن شوقي عبد العزيز و كمال محمد خير خوجلي جوكس و الاستاذ انور غريب، و شخصي بعد أن أنزلت سائقي ابني مهند لاقود السيارة توفيرا لاحد المقاعد وجدناه مبتسما و متحدثا أكثر منا على غير العادة عن مراحل العلاج و مطمئنا و ودعنا و ودعناه و لم نكن نعلم انه الوداع الاخير.
** لا أعرف من اعزي، نفسي؟ ام أسرة نادي الشيببة العريق، ام رفاق الدرب في مراحل التعليم، ام الجيران بالشرقي، ام للأسرة الكبيرة الممتدة،؟
** لكن احس بضرورة العزاء للأهل في الحي الذي قدمنا و عجم عودنا حيث مسقط رؤوسنا، و هو الحي الذي يحده جنوبا شارع كسلا و طاكونة ابشام و ال الشيخ ابراهيم ابوشوش. و شمالا الشارع الرابط بين طابونة محمود و طاحونة زكي، و بينهما بيت العطبراوي و بيت ال ابشر التوم، و غربا شارع السلك و شرقا الشارع الممتد من سوق القشاشة إلى المدرسة الجنوبية و نادي المريخ و زاوية الجعليين، و السينما الجمهورية،
** اعزي أهل هذا الحي و ابدا بمنزل أسرة (عيد النور)
المكلومة من نسميهم بيت ناس جده محمد الحسن و نختم بمنزلنا بيت ناس جدنا موسى فرغلي و بين البيتين بيوت ناس خيال و ال عبده خليفة، و ال الأمين على نصر ، و اب احمد و ال راشد و ال محمد بخيت و ال الحلفاويين ناس حسن جبر و ال الدناقلة ناس البروف عابدين محمد شريف و ال عثمان ازرق و النقابي خيري، و ال كبوشية و ال بيت الخليفة البشرى و ال حسن مقلد و ال محمود حافظ صلاح و كمال قريد و ال يحيى عكاشة و ال الحمراني، و ال المهدي ابوعكاز، و ال بشير عبود و ال الفحام، و اتوقف هنا لأن بشائر امبكول اطلت بكل رجالها و مناضليها و نجومها الرياضيين،و سياسييها و لهؤلاء مقال و مقام خاص ان شاء الله.
**رحمك الله اخانا العزيز الكابتن (عيد النور) و اوسد يمينك الجنة، مع الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا
انا لله و انا اليه راجعون،
**تقاسيم*** تقاسيم **تقاسيم
** نشعر براحة لخبر اتصال الرئيسين البرهان و بن زايد دون أي محاولة للسؤال من الذي اتصل و ماذا دار، و مؤكد كان السلام عليكم و عليكم السلام،
** . كما أشعر بالراحة يشعر كل الشعبين في البلدين الا قلة مستفيدة من الحرب و استمرارها، قلة تسعى بالحرب لتتمكن علينا و قلة تتاجر في الحرب، و قلة تحسد السودان الوطن على تميزه الجغرافي و الثقافي المتنوعة، و مياهه و معادنه و زرعه و ضرعه، قاتلهم الله.
** زارنا الرئيس الإثيوبي ابي احمد في التاسع من هذا الشهر، و تم الإعلان عن اتصال البرهان و بن زايد بعد تسعة ايام، و نال جارنا الحبشي الأجر، و نتوقع خطوات إيجابية بعد أن صار الكلام المباشر و ارتحنا من التنظير و المبادرات و شروط وقف الحرب و ضياع الزمن، و كما علق واحد (المنظراتية مكانكم، ترن ترن اللو خلاص تمام انتهى كل شئ مبروك) .
** يبدو أن هذه الأيام من شهر يوليو تموز حافلة بذكريات عديدة، سعيدة و غير سعيدة، فيها أحداث ١٩ يوليو و ٢٢ يوليو الدرامية، و في هذه الأيام ذكرى رحيل بعض الاحباب منهم السادة المناضل الحاج عبد الرحمن، رئيس الرؤساء مهدي الفكي، الدفعة و زميل الدراسة في المعهد الفنان الشامل عبد العزيز عبد الرحمن العميري، اما من فقدناهم في هذا الأسبوع مكانهم في ختام هذا المقال ان شاء الله.
** لكن الحدث الذي يهمني على المستوى الشخصي و الاسري فهو مولدي في السادس و العشرين من يوليو، و المناسبة التي انتظرها و لا يحبها اندادي انني سابلغ يوم الجمعة القادمة الخامسة و السبعين، من يشاركني بالدعاء؟ و ربما الاحتفال باليوبيل الماسي.؟
** ليت الهلال يفوز بسيكافا كما خطط لها و رعاها، نحتاج لاي انتصار سوداني َمهما يكن، فقد يتذكرنا العالم كما تذكرنا يوم تصدر منتخبنا، بأن الكرة السودانية تجاوزت الأزمة..
** قدم اتال رئيس وزراء فرنسا استقالة حكومته بعد الانتخابات، و نذكر بأن وزارته تشمل زوجته وزير الخارجية ،الرجلان متزوجان فقد تمت مراسم زواجها رسميا،
** بايدن ٨٣ سنة و ترامب ٨١ سنة، و كل منهما يعير الاخر بالعمر المتقدم و الصحة المتأخرة، و الشعب الأمريكي يتفرج و انتج مشهدا كوميديا حول محاولة اغتيال ترامب و إصابته في اذنه، كانما هي حيلة انتخاببة..
** اقضي هذه الأيام متنقلا في دولة الإمارات هبطت دبي و طوالي أبوظبي و منها للعين و عدت إلى دبي ثم الشارقة ان شاء الله الأربعاء أعود إلى تبوك و ربما السودان، فرصة احى الاهل و المعارف و الأصدقاء و الزملاء الإعلاميين و الرياضيين، رغم ان التواصل كان اسفيريا في معظمه، بارك الله فيكم و كتر خيركم لكل ما تقومون به من أجل أهلكم و الوطن.
** لكيلا ننسى البلاغ الجنائي بالرقم ٨٢٠ – ٢٠٢٤م المدون من شرطة و نيابة وادي حلفا منذ مطلع هذا العام و الخاص بضبط شبكة من سودانيين ومصريين، دبلوماسيين و عسكريين و مدنيين، تورطوا في فساد بيع تأشيرات الدخول لمصر، و آخر الأخبار من متابعاتنا الطلب من الحكومتين رفع الحصانة من بعض الرسميين، و لم نسمع بعد ذلك شئ، الا إشاعة بالتدخل لحفظ البلاغ و العياذ بالله.
** الموت حق، و خطف امس السيدة المضيافة باتعة كامل ام البنات، العلامة البارزة للعلاقة السودانية المصرية الأصيلة، ارملة شيخ العرب و الثقافة و الفن و حب الناس ابن دامر المجذوب استاذ الاجيال المرحوم السر احمد قدور،
** صارعت المرض وصرعها نسأل الله لها الجنة كفارة للمرض و الحزن، و العزاء للأسرة في عين شمس و المعادي و كل السودان، و الذرية الطيبة البنات الاربع زينب و أخواتها و انا لله و انا اليه راجعون،
** انتقل لربه زميلنا الاعلامي الإذاعي الاستاذ محمد عباس سعد، صاحب الصوت المميز، الاقتصادي الذي اختاره البنك الإسلامي للتنمية بجدة من كبار موظفيه، له الرحمة و لنا و لاسرته حسن العزاء،
** مات العالم الموسيقى الكبير البروفيسور الماحي اسماعيل مؤسس معهد الموسيقى و المسرح في الستينات، و المستشار الموسيقى لإذاعة كولون بالمانيا ربنا يرحمه و العزاء لأهل الفن و أسرته بالأبيض و ألمانيا و انا لله و انا اليه راجعون
** من اهل الرياضة وردنا خبير وفاة الإداري المعروف باتحاد الحصاحيصا و الاتحاد العام الاستاذ ازهري على عيسى، و كذلك العزاء لاسرة الشوافعة بامدرمان في وفاة ارملة كابتن المريخ الأول السيد الزين الشفيع الذي احرز اول هدف للمريخ في مرمى الهلال في أول مبارياتهما بميدان سوق القش في ١٩٣٤م ،الرحمة و الجنة لمن فقدناهم و رحمنا و انا لله و انا اليه راجعون.
** قد نلتقي السبت القادم ان كان في العمر بقية.